أحد الكسابة”الله يكون هاد العام مع الدرويش، صعيب عليه العيد”
إطوال بريس:
تواصل أسعار الأضاحي ارتفاعها في السوق الوطنية مع اقتراب عيد الأضحى، حيث يتخوف المواطنون من أن تبلغ هذه الأسعار أرقاما قياسية هذا العام بسبب مضاعفات الجفاف وغلاء الأعلاف وتراجع عدد رؤوس القطيع.
وتتجه الأنظار خلال الأيام المقبلة إلى مختلف أسواق الماشية بالمملكة، التي ستعرف إقبالا على شراء الأضاحي سيرتفع كلما اقترب موعد العيد، الذي تفصلنا عنه ثلاثة أسابيع وبضعة أيام.
يحكي رشيد بلعربي، أحد الكسابة بسيدي قاسم، في تصريح صحفي عن الصعوبات التي واجهها طيلة الموسم في توفير الكلأ والعلف للقطيع الذي ظل يعده لمناسبة عيد الأضحى.
وأقر بلعربي بأن أثمنة الأضاحي خلال هذه السنة مرتفعة مقارنة مع السنة الماضية، إذ قدر الفارق بأزيد من ألف درهم، مرجعا ذلك الارتفاع إلى أسباب موضوعية لخصها في غلاء أسعار العلف والتبن ومضاعفات الجفاف الذي يضرب البلاد.
وشدد بلعربي على أن الأسر المغربية البسيطة ستواجه صعوبات في اقتناء العيد خلال هذه السنة، إذ قال مبينا: “الله يكون هاد العام مع الدرويش، صعيب عليه العيد”، وأكد أن الخروف الذي كان ثمنه يساوي 1500 درهم في العادة بات يساوي ما بين 2500 و3000 درهم، وهذا رقم كبير بالنسبة للأسر المعوزة والفقيرة، وفق وجهة نظره.
وفي ظل هذه التحديات، كانت الحكومة قد أقرت دعما للمستوردين حددت قيمته في 500 درهم مقابل كل رأس يتم استيرادها من أجل ضمان توازن الأسعار واستقرارها في السوق، مستهدفة جلب نصف مليون رأس.
وفي آخر تطورات عملية استيراد الأضاحي، سجل محمد جبلي، رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين بقطاع المواشي، في حديث صحفي ، أن عملية استيراد الخروف البالغ من الوزن ما بين 40 و45 كيلوغراما متواصلة، حيث قدر عدد الرؤوس التي جرى إدخالها إلى المغرب بحوالي 40 ألف رأس، غالبيتها من إسبانيا.
وأكد جبلي، في التصريح ذاته، أن أسعار الأضاحي من السابق لأوانه الحديث عن أرقام محددة في هذا الوقت، مبرزا أنه بعد أسبوع ستمتلئ الأسواق ويظهر الخروف وآنذاك يمكن أن نتحدث عن أسعار بعينها؛ غير أن رئيس الفيدرالية المغربية للفاعلين بقطاع المواشي توقع أن تتراوح أسعار الخروف المغربي ما بين 60 و70 درهما للكيلوغرام، فيما يتوقع أن يتراوح سعر الخروف المستورد ما بين 55 و60 درهما، ويمكن أن يصل سعر الخروف الذي لا يتوفر على قرون 50 درهما.
وشدد المتحدث ذاته على أن المغرب يواجه منافسة قوية في السوق الإسبانية على الخروف بسبب الطلب المتزايد من الدول العربية والإسلامية على الخروف، لافتا إلى أن الأيام المرتقبة يمكن أن تسجل وصول شحنة من الخروف القادم من رومانيا، حيث يتوقع جلب 12 ألف رأس من هذا البلد الأوروبي.
وتسود حالة من الخوف والترقب في صفوف المواطنين من ذوي الدخل المحدود بسبب غياب أي ضمانات تحقق الأهداف التي سطرتها الحكومة من أجل تقديم دعم مالي مباشر للمستوردين، فضلا عن الإعفاءات الضريبية من أجل خفض الأسعار وتقديم أضاحي للمغاربة بأثمنة مقبولة؛ وهو الأمر الذي يبقى صعب التحقق.